الحليب في الصغر لكثافة العظام في الكبر
أثبت بحث جديد العلاقة بين استهلاك الحليب في فترة الطفولة والمراهقة وبين كثافة العظام في فترة البلوغ وحمايتها من الهشاشة لدى النساء عند حدوث كسور.
وفي العام 1977 نشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية توصيات جديدة لزيادة استهلاك منتجات الحليب في فترة الطفولة والمراهقة. الهدف من تلك التوصيات هو زيادة نمو العظام وذروة تطور كتلته والتقليل من خطورة التعرض لكسور بعد عشرات السنوات. حيث أن مكملات الكالسيوم التي تضاف إلى طعام الأطفال تزيد من كثافة العظام ولكنه يتوقف مفعولها مع توقف تناولها.
ويذكر أنه في بحث أجري في جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة بمشاركة أخصائيين من قسم الوبائيات والإحصاء الحيوي على3251 امرأة أمريكية (20+) من بينهن 1371 من جيل 20-49 و 1888 بجيل الـ 50 وما فوق. هدف البحث كان تحديد وجود علاقة بين استهلاك الحليب في مرحلة الطفولة والمراهقة وكثافة العظام في فترة البلوغ وحدوت الكسور الناتجة عن هشاشة العظام. تم قياس كثافة العظام في منطقة الركبة. تم تصنيف الكسور وفق تاريخ حدوثها: الكسور التي حدثت في جيل الـ 50 وما فوق اعتبرت نتيجة لهشاشة العظام.
ومن الجدير بالذكر أن المشاركات في البحث أفصحن عن وتيرة تناولهن منتجات الحليب في مرحلة الطفولة (5-12 عام) وفترة المراهقة (13-17 عام). مؤشر استهلاك الحليب كان منفصلا عن مؤشرات قياس أخرى مثل: الوزن، الطول، سن انقطاع الدورة الشهرية، استعمال الاستروجين، نشاط جسماني، التدخين واستهلاك الكالسيوم بكمية كبيرة.
نتائج البحث: كتلة العظام لدى نساء في الجيل 20 حتى 49 كانت اقل ب 5.6% من كتلة العظام لدى النساء اللواتي استهلكن أقل من وجبة حليب في اليوم، في المقابل تبين بأن كتلة العظام لدى النساء اللواتي استهلكن أكثر من وجبة حليب في اليوم كانت أكثر. كما تبين من نتائج البحث أن استهلاك كمية قليلة من الحليب في فترة الطفولة تزيد من خطورة التعرض لكسور في العظام بمرتين أكثر من استهلاك كمية كبيرة من الحليب. هذه الخطورة تكون مسئولة عن 11% من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام بين تلك الفئة من النساء, لتلخيص البحث قال الباحثون: "وجدنا بأن لاستهلاك الحليب في فترة الطفولة والمراهقة علاقة بارتفاع كتلة العظام وكثافتها في فترة البلوغ، هذا التأثير غير متعلق باستهلاك منتجات الحليب أو الكالسيوم في فترة العمر المتأخرة. لأن النساء اللواتي استهلكن الحليب بكمية قليلة في فترة الطفولة والمراهقة كانت كثافة عظامهن وكتلتها منخفضة ومعرضات للإصابة بكسور في العظام بنسبة كبيرة. بما أن التأثير السلبي لاستهلاك كميات قليلة من الحليب لم تؤثر بالجيل المتأخر هذا يؤكد على أن نتائج البحث تدعم الجهود لتشجيع زيادة استهلاك الحليب لدى الأطفال والمراهقين".