لا أحد ينكر أن السينما المصرية وضعت علامات فارقة فى تناول القضايا السياسية، خاصة تناولها لثورة 23 يوليو 1952، والتى تحل ذكراها غدًا السبت ، وإن كان البعض قد يرى أن الأفلام التى قدمت بعيدة كل البعد عن ثورة يوليو، إذ تناولت فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات وأبرزت أهمية ما حققته الثورة من أهداف ومبادئ من جهة، ومن جهة أخرى أبرزت مساوئ الحكم الملكى خاصة أيام الملك فاروق، وكانت ضمن الأفلام الوطنية التى ظهرت خلال هذه الفترة فيلم : "رد قلبى"، "الباب المفتوح"، "بورسعيد"، "الأيدى الناعمة"وغيرها من الأفلام .
فيلم " لاشين"، اعترضت عليه الأسرة الملكية وصدر قرار بمنع عرضه فى ذلك الوقت، وشارك فى بطولة الفيلم حسن عزت ونادية ناجى وحسين رياض وحسن البارودى، وفكرته تدور حول "لاشين" وهو وزير السلطان الذى يثور على مولاه ويسقطه عن عرشه ثم يقتله.
وأيضاً فيلم "مصطفى كامل" الذى أنتج قبل الثورة ولم يعرض إلا بعد قيامها، ثم توالت الأفلام بعد ذلك ومنها فيلم "الله معنا" للمخرج أحمد بدرخان، ومنعته الرقابة عام 1952 عقب قيام الثورة مباشرة حتى صرح بعرضه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1955.
وفيلم "رد قلبى" الذى أخرجه عز الدين ذو الفقار وكتب قصته يوسف السباعى ويناقش الفيلم الصراع الطبقى من خلال قصة الحب التى تربط بين ابن الجناينى وبنت الأمير وعندما يفكر فى الزواج منها بعدما يصبح ضابط شرطة يفاجئ برفض والده الذى يتمسك بالفوارق الطبقية، ولكن كل هذه الفوارق تنهار عندما تتفجر الثورة وتسقط كل هذه المعايير.
وأبدعت السينما المصرية بعد مرور ثلاثة أعوام من الثورة فى فيلم "الله معنا"، ويحكى الفيلم الذى كتب قصته إحسان عبد القدوس وأخرجه أحمد بدرخان عن ذهاب ضابط للمشاركة فى حرب فلسطين بعد أن يودع زوجته ويصاب فى الحرب ويعود مبتور الذراع مع عدد من الجرحى والمشوهين، مما يؤدى إلى غضب بين رجال الجيش، ويتكون تنظيم الضباط الأحرار لكى ينتقموا للوطن وتنتهى الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولى الجيش مقاليد الحكم.
|