قرعة الليجا تخدم مصالح البرسا وتعقد مهمة الريال!
قراءة استطلاعية لنتيجة قرعة الموسم الجديد من الليجا...
الفوز بلقب الدوري الإسباني ليس أمراً سهلاً، فيجب على الفرق الطامحة لتحقيق هذا الإنجاز أن تواجه 19 فريقاً آخراً ذهاباً وإياباً على مدار 9 أشهرٍ قبل حسم اللقب، وبالرغم من تساوي حظوظ الجميع بمواجهة نفس الفرق على مدار المسابقة، إلا أن القرعة في بعض الأحيان تخدم بعض الفرق بمواجهاتٍ سهلةٍ في البداية مع صعوبةٍ متصاعدة، فيما يمكنها أن تُعيق مسيرة فرقٍ أخرى بمواجهاتٍ صعبةٍ قد تعطل تقدمهم في جدول الترتيب خلال الأسابيع الأولى.
وبتأملٍ لجدول مباريات فريقٍ مثل حامل اللقب برشلونة، نجد أنه قد حظي بقرعةٍ رحيمةٍ نسبياً، إذ يفتتح الليجا باستضافة ريال بيتيس على ملعب كامب نو، فيما يحل ضيفاً على أثلتيك بيلباو في المباراة الثانية، قبل أن يواجه فريقين صاعدين حديثاً في المباراتين التاليتين، ألا وهما كلاً من ديبورتيفو ألافيس في الكامب نو ثم ليجانيس خارج الديار، قبل أن يستضيف أول منافسٍ رئيسيٍ على اللقب في المباراة الخامسة ألا وهو أتلتيكو مدريد، علماً بأن البارسا قد نجح في الفوز على أبناء دييجو سيميوني في جميع المباريات داخل الديار منذ وصول لويس إنريكي لتدريب الأول في صيف 2014.
وعلى صعيد مواجهة الديربي، فإن البلوجرانا سيتجنب مواجهة خصمه اللدود إسبانيول قبل الأسبوع الأخير من عام 2016، فيما يعود لمواجهته في الكورنيَّا إلبرات في الأسبوع الأخير من شهر أبريل في لقاء الإياب، والذي من الممكن أن يكون صعباً ومؤثراً في صراع الكتلان من أجل الحفاظ على اللقب، بينما سيتكرر الأمر بصورةٍ مشابهةٍ مع غريمه التقليدي ريال مدريد، والذي يستضيفه برشلونة في الكامب نو مطلع ديسمبر القادم، قبل أن يعود لمواجهته على السانتياجو بيرنابيو في الـ23 من أبريل المقبل، في مباراةٍ من المرجح أن تكون حاسمةً في الصراع على اللقب.
أما بالنسبة للريال، فقد وضعته القرعة في مأزقٍ لا يُحسد عليه خصوصاً في شهر أبريل المقبل، إذ سيتحتم عليه مواجهة كلٍ من عمالقة الليجا: أتلتيكو مدريد، برشلونة، فالنسيا وإشبيلية في ذلك الشهر، أينعم ستكون جميع تلك المباريات على ملعب البيرنابيو، إلا أن مبارياتٍ بتلك القوة ستلزم المدير الفني زين الدين زيدان باستخدام كامل عدته وعتاده من اللاعبين دون أي راحةٍ في شهرٍ قد يكون حاسماً بشكلٍ كبيرٍ في الصراع على لقب الليجا، ومما قد يزيد الوضع صعوبةً أن مباريات ربع نهائي ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا يتم لعبها أيضاً في ذلك الشهر.
ولأن المصائب لا تأتي فُرادى، فإن الريال سيفتتح الليجا بمواجهةٍ صعبةٍ على ملعب ريال سوسيداد في الأنويتا، في مباراةٍ من المرجح بنسبةٍ كبيرةٍ ان يغيب عنها نجم النادي الملكي وهدافه التاريخي كريستيانو رونالدو، والذي يحتاج نحو شهرين من أجل التعافي بشكلٍ تامٍ من إصابة أربطة الركبة التي تعرض لها في نهائي يورو 2016 الذي خرج منه مُصاباً في الأسبوع الماضي، حيث من المتوقع أن يغيب "صاروخ ماديرا" عن بضعة مبارياتٍ في الأسابيع الأولى من الليجا، والتي يستضيف خلالها الريال كلٍ من سيلتا فيجو وأوساسونا في المباراتين الثانية والثالثة، قبل أن يسافر لمواجهة إسبانيول في كتالونيا ثم يعود لاستضافة رابع ترتيب الموسم الماضي "فياريال" في المباراة الخامسة على ملعب البيرنابيو.
وتتواصل صعوبة مباريات الريال لاحقاً بخوض ديربي مدريد امام الأتلتي على أرض الأخير في الكالديرون ضمن الأسبوع الـ12 من عمر المسابقة، قبل السفر لمواجهة حامل اللقب برشلونة بعدها بأسبوعين في الكامب نو، مع مواجهتين صعبتين في وقتٍ لاحقٍ على ملعبي كلٍ من فالنسيا وإشبيلية مطلع العام الجديد.
على أي حال، وفي انتظار ما سيقوم به زيزو من أجل التغلب على مثل تلك الصعوبات التي تضع البارسا في وضعٍ أفضل نسبياً من حيث تدرج صعوبة المواجهات مقارنةٍ بالريال، فإننا بالتأكيد بصدد موسمٍ جديدٍ من الصراع المثير بين عملاقي الليجا، في تكرار للموسم المنقضي الذي حسمه البلوجرانا بفارق نقطةٍ يتيمةٍ عن البلانكوس في نهاية المطاف.
منقول
|