بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله والصلاة على رسول الله ،،،، وبعد ،،
فإن الكثير من الناس - ولله الحمد - يعيشون في هذا الزمن في رغد من العيش ، فالمال قد فاض في أيدي الكثير منهم ، رواتب ضخمة ،
وتجارات كثيرة ، ومساكن واسعة ، وسيارات فارهة ، ومع ذلك الكثير منهم يشكو قلة البركة فيما أُعطوا ، حتى أصاب بعضهم القلق ،
وتناسوا قول الله عزوجل ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ﴾ ( سورة هود الآية : 6 )
فالله قد تكفل بالرزق ، فمن صدق في توكله رزقه الله من حيث لا يحتسب
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) .
رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في " صحيحه " والحاكم ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
والبركة إذا نزلت في المال صار كثيرا ، وإذا نزلت في الأولاد صاروا نافعين ، وإذا نزلت في العمر صار مُنْتِجا أينما حل نفع ،،،،
فالله - جل في علاه - إذا أراد بعبده خيرا بارك له فيما أعطاه ، حتى يُصبح القليل كثيرا ، والصغير كبيرا بإذن الله .
إذن ؛ فما سبب قلة البركة ؟!
ثمة أسباب لقلة البركة ، أُجْمِلها فيما يلي :
السبب الأول :
قلة تقوى الله عزوجل ،
يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ﴾
( سورة الأعراف الآية : 96 ).
فبالتقوى تنزل البركات من السماء ، وتخرج من الأرض ، وبعدَمِها تُنْتزع البركات من الأرزاق .
السبب الثاني :
الغفلة عن الدعاء وعدم الإلحاح على الله بذلك .
جاء في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار
يقال له: أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله،
قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك ؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت:
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال،
قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.
السبب الثالث :
العقوق وقطيعة الرحم ، فإنهما سبب رئيس لضيق المعيشة وقلة الأرزاق والبركات ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يبسط له في رزقه , وينسأ له في أثره , فليصل رحمه . أخرجه البخاري ومسلم .
فالبر والصلة من أعظم أسباب البركات في الأموال والأولاد والأعمار .
السبب الرابع :
الإمساك عن الصدقات وعن الإنفاق ، فلقد اقتضتْ حكمةُ الله عزوجل أن مَنْ أنفق وتصدق ، ويسَّر على المعسرين ،
ونفس كرب المكروبين ، فإن الله ييسر عليه ، ويفرج كربته وهمه وغمه ،
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلا مَلَكانِ يَنْزلاَنِ،
فَيقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
السبب الخامس :
الكسل وترك العمل ، فدين الإسلام هو دين العمل ، وليس الجلوس عن العمل من الإسلام في شيئ .
السبب السادس :
التوكل الصادق على الله مع بذل أسباب الرزق ، فالطيور تخرج كل صباح تبحث عن أرزاقها ، لم تنم في أعشاشها وفي أوكارها ،
بل انطلقت على فطرتها ،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) .
رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في " صحيحه " والحاكم ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
أسأل الله أن يمن علينا جميعا بالتوفيق والرزق والبركات ،،،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
المصدر : د. خالد الحسن ( موقع صيد الفوائد )
|