حدائق المنتزه الملكية هي مجموعة من الحدائق المسيجة تحتل مساحة فدان 370 في حى المنتزة شرق مدينة الاسكندرية في مصر ، وتطل علي خليج عرف باسم خليج المنتزه وكانت ملكا للأسرة العلوية المالكة السابقة في مصر ويوجد بها 5 شواطئ للسباحة بينها شاطئان خاصان إضافة الي قصر المنتزة الملكى الرئيسي المبني علي الطرازالفلورنسى الإيطالي وأيضا قصر السلاملك الذي تحول الي فندق فاخر (السلاملك بالاس) إضافة الي كازينو عوتتميز حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة وأحوض زهور نادرة حيث يتم العناية بمجموعات النباتات والأزهار المنتشرة في الحدائق.
و قد أقيمت هذه الحدائق منذ أكثر من مائة عام حيث أمر الخديوي عباس حلمى الثانى ببنائها في منطقة كانت مهجورة ومنعزلة آنذاك.
يوجد داخل حدائق المنتزه منشأت سياحية أنشئت بعد الثورة المصرية لخدمة رواد الحدائق من العامة ومنها مطاعم ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات.
تطل حدائق المنتزه علي خمس شواطئ هي عايدة كليوباترا فينيسيا وسميراميس إضافة الي شاطئ خاص بفندق علنان فلسطين والذي يحوي مركزا للألعاب المائية والغوص.
لمحة تاريخية
أعجب الخديوي عباس حلمى الثانى بالمنطقة حين كان يتنزه علي شاطئها برفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها وقرر أن تضم المنطقة قصرا وحدائق للاصطياف.
وعن قصة إنشاء حدائق المنتزه... يقول الدكتور / خالد هيبة مدرس الهندسة المعمارية في كتابه القيّم " الخطط السكندرية "...
"..... ويحكي لنا أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديوي في ذلك الوقت قصة تعمير تلك المنطقة من خلال مذكراته التي أرخ فيها لمصر زمن الخديوي عباس حلمي.. فنجده يوردها تفصيلياً عندما أرخ لأحداث عام 1892م..فيذكر كيف كان الخديوي أثناء وجوده في الإسكندرية يخرج إلى النزهة في كثير من الأيام مع بعض رجال الحاشية.. حيث كان يصحبه دائماً " أحمد شفيق باشا " وكان غالباً ما يقصد سراي الرمل على آخر الخط الحديدي بالرمل (بمنطقة سيدي بشر..
قصر المنتزة الملكي
و محطة ترام السرايا ومكانها الآن فندق المحروسة للقوات البحرية).. ومنها يركب وصحبه الدواب إلى جهات مختلفة للتنزه في ضواحي الثغر.. ولاسيما طريق سيدي بشر إلى شاطئ البحر..... ويورد أحمد شفيق باشا تفاصيل اكتشاف الخديوي لتلك المنطقة (المنتزه) فيذكر.. " أنه في أحد الليالي المقمرة أمر الخديوي بإعداد ثمانين حماراً من حمير المكارية لنركبها ليلاً في الصحراء على شاطئ البحر... وأمر أن ترافقنا الموسيقى الخديوية وعدد رجالها 45 رجلا.. فركبنا.. وركبوا وهم يعزفون بموسيقاهم حتى وصلنا إلى سيدي بشر وبعدنا عنها قليلا.. ولما سمع العربان هذه الموسيقى التي لا عهد لهم بها.. هرعوا إلينا.. فلما علموا بوجود أميرهم (الخديوي) صاحوا بالتهليل على عادة العربان.. ورافقونا في رجوعنا مسافة طويلة.. ثم عدنا...... وقد أعجب الخديوي بالبقعة المجاورة لسيدي بشر ألسنتها الجميلة الداخلة في البحر وتسرب الماء بين ثنياتها الصخرية في خرير ساحر فعزم على التوغل فيها لمشاهدتها عن قرب.... ويذكر أحمد شفيق باشا أنهم ذهبوا في اليوم التالي إلى مكان أعجب الخديوي بمنظره تكتنفه رابيتان عاليتان وبينهما ضلع صغير وفي طرفه الشمالي جزيرة صغيرة فقرر الخديوي من يومها إن يكون هذا المكان مصيفاً له وأن ينشئ به قصراً أنيقاً له (قصر المنتزه)
وكان على إحدى الرابيتين العاليتين مدافع قديمة من عهد والي مصر محمد على كانت تستخدم لحماية الشواطئ وقتها
(وهي لا تزال قائمة للآن حيث أ قيم أمامها مبنى السلاملك).. كما أقام أمامها مزولة (ساعة رملية)
قصر المنتزة الملكى
أما الرابية الأخرى فقد كان بها مركز لخفر السواحل اشتراه الخديوي من الحكومة وبنى مكانه قصر الحرملك (المبني الرئيسي بالمنطقة) وأصبح تحفة معمارية نادرة حيث مزج القصر بين العمارة الكلاسيكية والعمارة القوطية وعمارة عصر النهضة الإيطالية والعصر الإسلامي...
وكان وراء الرابيتين منزل يملكه ثري سكندري من أصل يوناني يدعى (سينادينو) اشتراه منه الخديوي.. كما اشترى أرضاً واسعة من الحكومة ومن الأهالي لتكون ملحقات للقصر الجديد لتبلغ مساحتها حوالي 370 فدان زرعت كحدائق ومتنزهاً...كما اتخذ من الخليج ميناءً للسراي.. وهو الميناء الذي كانت يرسو أمامه اليخت الملكي الشهير (المحروسة)
وأشرف الخديوي بنفسه على تنظيم الحديقة الغنّّاء وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحداً هو (قصر المنتزه).. "